الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الدكتور عبد المجيد الشـرفـي يـتـحـدّث عـن القرآن وتطبيق الحدّ والفصــل بين الدين والسياسـة ويوجه الرسائل التالية

نشر في  16 سبتمبر 2015  (11:29)

أغلب الأنظمة العربية سعت الى توظيف الدين لفرض استبدادها

لــن نـنـجـح فـي محــاربـة الإرهاب بالعصـا فـــقـط

هـذه مـيـزة تـونـس عن بـاقي الدول التي تدعي إنّها إسلامية.. 

يعدّ عبد المجيد الشرفي أحد أبرز الباحثين والمفكرين التونسيين في دراسة الفكر الإسلامي وعلاقته بالحداثة، وللغرض التقته أخبار الجمهورية للحديث معه عن العديد المسائل الإيديولوجية المتعلقة بالدين الإسلامي، وكذلك رؤيته لمستقبل تونس وخصنا في هذا الحوار برسائل وجهها الى كل من محمد الطالبي وراشد الغنوشي.. وكذلك العديد من المواضيع الأخرى التي ندعوكم للاطلاع عليها تباعا..

-في البداية لو تقدم لنا قراءتك للدين الإسلامي ومقاصده في خضمّ تعدد التحليلات القديمة والمعاصرة؟
الجواب الكافي عن سؤالك غير ممكن في حيّز زمني ومكاني ضيّق، إذ يتطلب وقوفا عند تجليات الإسلام عبر التاريخ وعبر الجغرافيا، وحسب ثقافات الشعوب المختلفة التي اعتنقت الإسلام وظروفها التاريخية العامة، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكذلك حسب الأصناف التي اهتمت بجوانب مخصوصة من الدين، كالفقه والتفسير والفلسفة والتصوف وغيرها، في مختلف الفرق والمذاهب قديما وحديثا. فإذا وقعتِ في التعميم فلن تعدمي من يقول لك إن الإسلام ليس هذا الذي تدّعينه بل هو ذاك، بالاستناد إلى مبررات شتّى. ولن يُعِين إذن هذا الموقف على بلوغ الفهم الأقرب إلى الحقيقة بمعايير المعرفة العلمية بمفهومها الحديث. وبصفتي باحثا في تاريخ الفكر الإسلامي فإنّ أيّ تقييم أقوم به لتجلّ ما من تلك التجليات يسعى إلى أن يقترب أكثر ما يمكن من الموضوعية ولا يكون مجرد تقييم انطباعي أو إسقاطا لمواقف إيديولوجية مسبقة.
-كيف نبلغ هذا الغرض إذن؟
لبلوغ هذا الغرض لا بد من التسلح بأكثر ما يمكن من المعلومات عن الموضوع المطروح وبأوسع ما يمكن من أدوات التحليل التي تتيحها علوم الإنسان والمجتمع الحديثة. ومعنى ذلك أنه لا بد من تجنّب القراءة الماهوية (essentialiste)   للإسلام أو لغيره من الأديان، كأن تقولي إن الإسلام دين السلام والمحبة والرحمة، أو بالعكس من ذلك إنه دين العنف والتعصب والقسوة. إنّ مثيل هذه القراءات غير مُجد في نظري، رغم أنه الشائع في الأدبيات الإسلامية أو المعادية للإسلام، لأن البشر هم الذين يؤوّلون الدين بحسب ما ينتظرونه منه نفسانيا ومعنويا وحتى ماديا، ومن الطبيعي أنهم قد يتفقون في أشياء ويختلفون في أخرى حسب عوامل لا تحصى، فردية وجماعية.
ورغم كل هذه الاحترازات المنهجية فإن الدين يبقى ظاهرة أنثروبولوجية ويبقى الموفّر بلا منافس لمعنى الوجود والمصير وللأخلاق والقِيم المثلى التي يطمح الناس إلى التحلي بها وتحقيقها، بقطع النظر عن أشكال الاعتقاد أو اللااعتقاد وعن طرائق الإيمان. والمهمّ في هذه القراءة أنها قراءة منفتحة على ما سواها من القراءات، وأنها تنأى عن توظيف الدين وعن الانحدار به إلى مستوى الإيديولوجيا.
-  في قراءتكم لكتاب القرآن وآياته خاصة المتعلقة بالحدود الستة، كيف تفسرون بعض الآراء التي تعتبر أنّ في بعض الآيات المتضمنة للعقوبات تشجيعا خفيا على العنف رغم المعرفة بأسباب التنزيل؟    
  أعتقد أن لا صلة لتطبيق الحدود، أيّا كان عددها، بالتشجيع على العنف، إنما العقوبات البدنية التي تحتوي عليها بعض الآيات وبعض الأحكام الفقهية كانت مقبولة لدى كل الشعوب في المجتمعات ما قبل الحديثة، وصارت تعتبر في الضمير الحديث مخلّة بالكرامة البشرية. فالمطالبة بإزالة عقوبة الإعدام مطالبة جديدة في التاريخ، لا يتجاوز عمرها القرنين، والعدول عن عقوبة الجلد والضرب وعن التعذيب عموما هو كذلك من إفرازات الحداثة.
والمقصود من الآيات التي تنص على العقوبات البدنية هو الردع، فإذا أمكن الوصول إلى نفس النتيجة بوسائل أخرى فليس في ذلك ما يتعارض مع النص القرآني إلا عند المتشبثين بالقراءة الحرفية للنصوص. وهذه القراءة الحرفية لم تعد ممكنة عمليا منذ إلغاء العبودية في عديد الحالات التي ينص فيها القرآن على تحرير رقبة أي إعتاق عبد، فبالأحرى أن يتم التخلي عنها بالنسبة إلى الحالات الأخرى التي فيها قتل أو جلد، أو فيها تمييز بين الجنسين.
- هل يمكن تقسيم القرآن إلى آيات صالحة لكلّ زمان ومكان وأخرى ظرفية تتعلق بمرحلة سابقة عاشها المسلمون في مرحلة التأسيس؟
لا يتعلق الأمر بتقسيم القرآن، بما أنه يبقى بكلّيّته صالحا للتعبّد، لكن لا بدّ من التمييز في آياته عند الانتقال من التعبّد إلى الممارسة والتطبيق بين ما هو مُراع لمستوى البشرية في عصر التنزيل وما هو متجاوز للزمان والمكان وصالح في كل الظروف. وليس هذا ممكنا إلا بالعدول كذلك عن القراءة الحرفية وبالبحث عن مقاصد النص والغايات السامية التي يسعى إليها.
-إلى أيّ مدى تكمن دعوتكم إلى فكّ الارتباط بين الإسلام والفقه أو بين الإسلام والشريعة؟
أنا لست داعية، فليست تلك وظيفتي، ولا أدعو إذن إلى فك الارتباط بين الإسلام والفقه، بل ألاحظ أن وظيفة الفقه كانت في القديم تنظيم الحياة الاجتماعية بتبريرات دينية، وقد تكفّلت المعرفة الحديثة بنزع الأقنعة عن تلك التبريرات وأظهرت المؤسسات المجتمعية على حقيقتها: إنها مؤسسات بشرية ونسبية رغم القداسة التي كانت تلفّها. وأولى بنا أن نواجه هذه الحقيقة بكل صدق وجرأة، ونتخلى عن النظرة التقليدية التي كانت صالحة في زمانها، بينما نحن نعيش في ظل دول وطنية ذات حدود جغرافية ثابتة ويتم فيها التشريع الصالح ضمن حدودها تلك وحسب عن طريق البرلمانات، لا بالرجوع إلى ما استنبطه الفقهاء ويعتبرونه صالحا لكل المسلمين أينما كانوا.
- كيف تحلل علاقة الدولة التونسية بالدين؟
الدولة التونسية دولة مدنية بحكم دستورها، ويخضع مواطنوها للقانون الوضعي الذي تسنّه السلطة التشريعية. أما علاقتها بالدين فتتمثل أساسا في ضمان حرية الضمير والمعتقد وفي ضمان إقامة الشعائر الدينية بكل حرية لشعب أغلب أفراده مسلمون. أما في ما عدا، ذلك فالدولة لا تتدخل في تحديد أشكال الاعتقاد والتعبد على غرار الدول التي تدّعي أنها إسلامية.
- برأيك ما الفرق بين المسلم والمؤمن؟
كان القدماء يضعون ثلاث مراتب: الإسلام والإيمان والإحسان. وفي القرآن تمييز بين المسلمين والمؤمنين: الأولون ـ من الأعراب ـ هم الذين خضعوا لسلطة الرسول وحسب، والآخرون هم الذين دخل الإيمان في قلوبهم. وفي العصر الحديث نرى مثلا المرحوم جمال الدين بن الشيخ يكتب نصا بعنوان «أنا مسلم ملحد»، على أساس أنه ينتمي إلى حضارة وإلى ثقافة إسلاميتين ولا يتنكر لهما، ولكنه بصفته ملحدا لا يشاطر المسلمين معتقداتهم. وتوجد الآن نسبة كبيرة من هؤلاء المسلمين غير المؤمنين، ويسمّون كذلك المسلمين الجغرافيين، ولكن الضغط الاجتماعي يمنعهم من التعبير عن حقيقة معتقداتهم بكل حرية. وخلاصة القول أن المسلم هو من نشأ في وسط إسلامي وورث دينه وثقافة ذلك الدين، أما المؤمن فهو من اختار عن طواعية أن يكون مسلما في عقيدته سواء نشأ في وسط إسلامي أو غير إسلامي.
- إلى أي مدى يكمن صدق الحركات الإسلامية التي «تدعي» اليوم الانتماء للدين الإسلامي والدفاع عنه ؟
الصدق والكذب حكمان أخلاقيان لا دخل لهما في السياسة، ولذا فلا فائدة في البحث عنهما لدى الحركات الإسلامية أو غير الإسلامية. المهمّ أن هذه الحركات تعبّر عن نزعة محافظة موجودة في المجتمعات التي لم تعرف التصنيع ولا حركة التنوير، وهي من ناحية أخرى ردة فعل على ما تمثّله الحداثة من قطع مع نُظُم وقيم كانت سائدة طيلة أحقاب طويلة. وهي بالخصوص ردة فعل على تحديث مبتور لأنه لم يشمل الميدان السياسي ولم تستفد منه كل الجهات وكل الشرائح الاجتماعية.
- كيف تمكن الغرب ـ في العصر الحديث ـ من حلّ وثاق «الحبل السري» الذي جمعه بالدين  فيما تمّتنت العلاقة بين الحركات الدينية والسلطة السياسية في العالم العربي الإسلامي؟
ربما كان هذا التوصيف مبالغا فيه بالنسبة إلى العالم العربي الإسلامي ولا يجوز تعميمه. إن وسائل الاتصال الحديثة هي التي تجعلنا نتوهم أن العلاقة بين الحركات الدينية والسلطة السياسية قد تدعمت. والرأي عندي أن أغلب الأنظمة السياسية في البلدان العربية لم تنفك تحاول توظيف الدين لإضفاء مشروعية على استبدادها، وأن الإسلام السياسي – في وجه من وجوهه - محاولة للتخلص من الوصاية التي كانت الأنظمة السياسية تمارسها دائما على المؤسسة الدينية، بينما كانت السياسة في الغرب هي التي تسعى إلى التخلص من وصاية الكنيسة. لكنّ مأساة العاملين في الحقل الإسلامي على التخلص من هيمنة السياسي أنهم في الغالب يريدون تعويضها بهيمنة الديني على السياسي، على غرار ما كان موجودا في الغرب. ومن الواضح أن الحل لا يكمن في سيطرة الدين على الحياة السياسية أو في سيطرة السياسة على الدين، بل في أن يعمل كل منهما في مجاله الخاص دون تداخل بين الاختصاصين.
- هل تعتبر أن العالم العربي الإسلامي أصبح اليوم يعيش تحت وطأة «كنيسة إسلامية» تأسست حديثا؟
لا أظن ذلك، وأعتبر أن من حسن حظ المسلمين أن دينهم لا يقر بأية وساطة بين العبد وخالقه. والمسلمون عموما، وإن بحثوا عن فتاوى لدى رجال الدين، لا يلتزمون دائما بما يفتي به أولئك «المتصرفون في المقدس» حسب تعريف علم الاجتماع إياهم. وكل من يدّعي أنه يتكلم باسم الإسلام يجد معارضين له من رجال الدين ومن غيرهم من المؤمنين، حتى العاديين.
- ما هو رأيك في ظاهرة بروز التيارات التكفيرية والإرهابية التي تدعي الإسلام وتؤكد تطبيقها لما جاء في شرع الله ؟
كل الديانات قابلة لأن توظّف في اتجاه أو في آخر. وللإرهاب وجوه عديدة من بينها الإرهاب باسم الدين. فالخمير الحمر مارسوا أبشع أنواع الإرهاب في كمبوديا ولم يكونوا ينتسبون لا إلى الإسلام ولا إلى غيره من الديانات. وفي المكسيك تمارس الشرطة والعصابات الإجرامية الإرهاب وقد ذهب ضحية إرهابها في العقد الأخير أكثر من مائة ألف إنسان، وليس إرهابها دينيا. ومن المؤسف أن توظيف الإسلام لغايات سياسية لا صلة لها بالدين شائع لدى الذين يشعرون بالغبـن ولا يهتدون إلى الطريقة المثلى في تحقيق توازنهم النفسي وفي الوصول إلى الأهداف التي يسعون إليها.
- هل تعتبر أنّ هنالك إسلاما زيتونيا في تونس اليوم؟
لقد تحجّر الإسلام الزيتوني مع الأسف منذ القرن التاسع عشر على الأقل، وعجز عن مواكبة العصر نظرا إلى انغلاق شيوخ الزيتونة على كل إصلاح كان ينادي به الطلبة الزيتونيون قبل غيرهم. وبما أن السند العلمي قد انقطع فإن الزيتونة اليوم أقرب إلى الفكر الوهابي منها إلى أي اتجاه آخر. والمؤمّل أن تتدارك هذا الوضع وأن تقطع مع الفكر الدغمائي حتى يمكن لها أن توفّر للتونسيين إسلاما مستجيبا في الآن نفسه لروح الإسلام ولمقتضيات العصر، فلا يكون مواصلة للخيار الأشعري النافي لمبدإ السببية الذي يقوم عليه العلم الحديث، ولا امتدادا للالتزام بالمذهب المالكي أو بغيره من المذاهب الفقهية التاريخية. ولكن ذلك رهين الوعي لدى شيوخ الزيتونة بأزمة تعليمهم وفقدانه لنصيب هام من المصداقية التي كان يتمتع بها من جهة، وبمدى قدرتهم على تمثّل المعرفة الحديثة من جهة أخرى. ولا شك أن هذا لا يتحقق بين عشية وضحاها.
- برأيك لماذا اقترن جانب كبير من تاريخ العرب والمسلمين بالدماء والحروب والقمع، فقد قُتل الحلاج واضطهد بن رشد واعتُبر الفكر الحرّ جريمة؟
لا يجوز التعميم في هذا الأمر، فقد عرف تاريخنا فترات قمع واضطهاد وفترات سلم وحوار وإنتاج عقلاني حرّ رفيع المستوى. وليس تاريخنا بالتأكيد مختلفا على هذا الصعيد عن تاريخ الأمم الأخرى. ولا أظن أن الاضطهاد الذي ذهب ضحيته عدد من المفكرين في التاريخ الإسلامي يبلغ الدرجة البشعة التي وصلها في محاكم التفتيش في القرون الوسطى الأوروبية. إنّ أهم نقيصة في هذا التاريخ هي عجزه عن التنظير للحكم الرشيد وللآليات التي يتم بها التداول السلمي على الحكم. فالفقه السياسي الإسلامي منذ نشأته فقير إلى أقصى درجة في ما يعرف اليوم بالقانون الدستوري.
- إلى أي مدى يجب الفصل بين الدين والسياسة وإعادة قراءة النص القرآني ؟
لقد عبرت عن رأيي في هذه المسألة في مناسبات عديدة، وهو أن الفصل بين الدين والسياسة فصلا تاما غير ممكن لأن الإنسان لا ينشطر إلى متديّن وسياسي، وأن الحل لهذه المعضلة يتمثل في التمييز بين مجال الدين ومجال السياسة. فلا يجوز توظيف الدين لبلوغ مآرب سياسية، ولكن لا مانع البتة – بل العكس - من أن يستند الساسة إلى القيم الدينية الأصيلة وأن يكون سلوكهم مطابقا لتلك القيم. أما إعادة قراءة النص الديني فإنها عملية تأويلية تتم باستمرار إما بصفة واعية أو بصفة غير واعية، وهي الحالة الأعم. والمطلوب أن لا يكون هذا التأويل تنميقا (bricolage) بل أن يتم على أسس علمية ومعرفية متينة حتى يستجيب للمطالب الروحية والأخلاقية التي تتناغم مع العصر.
- كيف ترى مستقبل تونس؟
إنني متفائل بطبعي، وأظن أن لتونس من الكفاءات ومن الخبرة ما يمكّنها من تجاوز الصعوبات الظرفية التي تمرّ بها. ولعل من أهم ما يبعث على التفاؤل أن السيرورة التحديثية بدأت مبكرا في بلادنا وتغلغلت، لا سيما في ما يخص منزلة المرأة ومشاركتها للرجل على قدم المساواة في الفضاء العمومي، وأن الدولة الحديثة في تونس ذات جذور متينة ولا يمكن للتأثيرات العرضية أن تمسّ منها.
- برأيك ماهو الحلّ الأمثل لمكافحة الفكر الإرهابي؟
لا يوجد في نظري بديل عن بث الروح النقدية لدى الشباب حتى تتكوّن لديهم شخصية مستقلة تستعصي على غسيل المخ الممارَس عليهم، وحتى لا يذهبوا ضحية الفكر الإرهابي. وهذه وظيفة المدرسة في مختلف مراحل التعليم في الدرجة الأولى، ولكنها كذلك مسؤولية الإعلام والثقافة ومنظمات المجتمع المدني. الإرهاب في حد ذاته يتطلب حلولا أمنية وعسكرية، أما الفكر الإرهابي فلا يقاوم بالعصا بل بالتنوير وبفكر أرقى منه.
- لو تحلل لنا الاختلافات الفكرية بينكم وبين الدكتور محمد الطالبي والمفكر يوسف الصديق؟
لقد التزمت في كل أعمالي بأن لا أنقد اجتهادات معاصريّ من المفكرين، لأنني أعتبر أن هذه الاجتهادات متكاملة، وأنه لا فائدة ترجى من أي جدل حولها. ولذلك فإنني أمتنع عن إثارة الاختلافات التي بيني وبينهم متى وجدت، وأرجو أن يواصلوا جميعا بذل جهودهم التنويرية. وفي ما يتعلق بالأستاذ الطالبي على وجه الخصوص فأنا وأبناء جيلي الذين تتلمذوا عليه مدينون له بأن فتح أعيننا على مناهج غير معهودة في قراءة النصوص، وإن هو تنكّر الآن لبعض ما كان ينادي به عندما كان أستاذنا.
- كلمة -إذن- توجهها إلى محمد الطالبي؟
متّعك الله بالصحة والعافية وهدانا وإياك إلى ما فيه الحق والخير.
- كلمة توجهها إلى راشد الغنوشي؟
أتابع مواقفك السياسية المتقلبة والميالة الآن إلى الواقعية وتثمين الوطنية، وأنتظر مراجعة جذرية للفكر الإخواني الضال الذي تأثرتَ به والذي كان له أسوأ الأثر في مسيرة تونس والبلدان العربية نحو التقدم.
-الكلمة الأخيرة لكم؟  
إنني لم أدّع يوما امتلاك الحقيقة ولكنني أجتهد في تحصيل فهم أفضل للمسائل النظرية والعملية التي لها صلة بالفكر الإسلامي قديمه وحديثه. وكل أملي أن يصبح المسلمون في وقت قــــريب قادرين على التفكير بأنفسهم لا بغيرهم، سواء كان هذا الغير من الماضين أو من الآخَرين.

حاورته: منــارة التلــيجــاني